تكشِفُ الأزماتُ الإقليمية بالمنطقة العربية عن مستجداتٍ سياسية تضعُ الموقفَ العربي بينَ خيارات معقدة، موقفٌ تجدُ فيه الدولُ العربية نفسها وسطَ معضلةٍ مركبة تُكبّل موقفها الرسمي من القضية، حيثُ يكونُ الموقفُ الرسمي محكوماً بعدة حسابات تتأرجحُ بين المصالح السياسية والاقتصادية، وبين الدفاع عن الثوابت التي تفرضها القومية والانتماء. فكيفَ يبدو الموقفُ الرسمي العربي تجاهَ قضية الحرب المعلنة على غزة ونتائجها الكارثية إنسانياً ؟.
كشفَ فجرُ يومِ السبتِ السابع من أكتوبر عن يومٍ عصيب عاشتهُ السلطة المحتلة للأراضي الفلسطينية، وقد حشدَ هجومُ المقاومة الاسلامية هذا دعماً غيرَ مسبوق من الغرب، بحيثُ قادت الولايات المتحدة حملة تضامن ودعمٍ مادي وعسكري في المعسكر الغربي، حشدت لهُ كل الوسائل بما في ذلك الدعاية الاعلامية والتضييق على الأصوات التي تدعوا إلى نصرة المدنيين الذينَ يعيشون ويلات الحصار والقصف المستمر واصلاً الليل بالنهار. فقد عبّر الغربُ باتحادٍ عن دعمه لإسرائيل في حربه على غزة، واصطف خلفَ الصوتِ الأمريكي تعبيراَ عن الدعم الصريح للعدوان الاسرائيلي في مشروع تهجير الفلسطينيين. بينماَ لم يستطع الموقف العربي أن يتوحدَ في صفّ الدفاع عن القضية الفلسطينية نصرةَ للقضية العربية الأولى، حيثُ اكتفت الدول العربية بالتعبير عن القلق أحياناً، ثمّ التصعيد في موقفها ليصل حدّ التنديد.
ولم يكن الموقفُ الرسمي للدول العربي وحده ما يقفُ في مسافة الحياد، بل سعت أصواتُ المشاهير العرب في غالبيتهم إلى الهروب نحوَ منطقة رمادية يجدونَ فيها أنفسهم يعبرونَ عن شيءٍ لا يمكنُ الحسمُ في ماهيته
شارك الموضوع مع أصدقائك